الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3034 باب ميراث الكلالة

                                                                                                                              وهو في النووي في: (كتاب الفرائض ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص56 ج11 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن شعبة: أخبرني محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، لا أعقل. فتوضأ، فصبوا علي من وضوئه، فعقلت. فقلت: يا رسول الله! إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث.

                                                                                                                              فقلت لمحمد بن المنكدر: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة قال: هكذا أنزلت ].

                                                                                                                              [ ص: 185 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 185 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله ) رضي الله عنهما؛ (قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم وأنا مريض، لا أعقل. فتوضأ، فصبوا علي من وضوئه، فعقلت ) فيه: فضيلة عيادة المريض.

                                                                                                                              وفيه: التبرك بآثار الصالحين.

                                                                                                                              وفيه: ظهور آثار بركة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم".

                                                                                                                              واستدل به الجمهور: على طهارة الماء المستعمل في الوضوء والغسل، ردا على أبي يوسف القائل بنجاسته. وهي رواية عن أبي حنيفة.

                                                                                                                              وفي الاستدلال به نظر، لأنه يحتمل: أنه صب من الماء الباقي في الإناء. ولكن قد يقال: البركة العظمى: فيما لاقى أعضاءه "صلى الله عليه وآله وسلم" في الوضوء. والله أعلم.

                                                                                                                              (فقلت: يا رسول الله! إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث. فقلت لمحمد بن المنكدر: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ؟ قال: هكذا أنزلت ) .

                                                                                                                              اختلفوا في اشتقاق الكلالة؛ [ ص: 186 ] فقال الأكثرون: مشتقة من "التكتل"، وهو التطرف. فابن العم مثلا، يقال له: "كلالة"، لأنه ليس على عمود النسب، بل على طرفه.

                                                                                                                              وقيل: من الإحاطة. ومنه: "الإكليل". وهو شبه عصابة تزين بالجوهر. فسموا "كلالة"، لإحاطتهم بالميت من جوانبه.

                                                                                                                              وقيل: مشتقة من: "كل الشيء"، إذا بعد وانقطع. ومنه قولهم: "كلت الرحم"، إذا بعدت وطال انتسابها. ومنه: "كل في مشيه"، إذا انقطع لبعد مسافته.

                                                                                                                              واختلف العلماء في المراد بها في الآية، على أقوال؛

                                                                                                                              أحدها: المراد: الوراثة، إذا لم يكن للميت ولد، ولا والد.

                                                                                                                              الثاني: أنه اسم للميت، الذي ليس له ولد ولا والد، ذكرا كان الميت أو أنثى. وبه قال أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس.

                                                                                                                              الثالث: أنه اسم للورثة، الذين ليس فيهم ولد ولا والد، احتجاجا بقول جابر: "إنما يرثني كلالة"، ولم يكن له ولد، ولا والد.

                                                                                                                              [ ص: 187 ] الرابع: أنه اسم للمال الموروث.

                                                                                                                              قال الشيعة: "الكلالة": من ليس له ولد، وإن كان له أب أو جد. فورثوا الإخوة مع الأب.

                                                                                                                              قال عياض: ذكر بعض العلماء: الإجماع على أن الكلالة: من لا ولد له، ولا والد.




                                                                                                                              الخدمات العلمية