الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2233 (32) باب الطواف على الراحلة لعذر ، واستلام الركن بالمحجن

                                                                                              [ 1126 ] عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طاف في حجة الوداع على بعير ، استلم الركن بمحجن .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 214 )، والبخاري (1607)، ومسلم (1272)، وأبو داود (1877)، والنسائي ( 5 \ 233 )، وابن ماجه (2948).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (32) ومن باب: الطواف على الراحلة

                                                                                              لا خلاف في جواز طواف المريض راكبا للعذر . واختلف في طواف من لا عذر له راكبا . فأجازه قوم ; منهم ابن المنذر ; أخذا بطوافه - صلى الله عليه وسلم - راكبا . والجمهور على كراهة ذلك ومنعه ، متمسكين بظاهر قوله تعالى : وليطوفوا بالبيت العتيق وظاهره : أن يطوف الطائف بنفسه . ومن طاف راكبا إنما عن طيف به ، ولم يطف هو بنفسه . وبأن الصحابة -رضي الله عنهم- اعتذروا عن [ ص: 380 ] طوافه - صلى الله عليه وسلم - راكبا ، وبينوا عذره في ذلك ، فكان دليلا: على أن أصل مشروعية الطواف عندهم ألا يكون راكبا . فأما الأعذار التي ذكروا في ذلك فثلاثة :

                                                                                              أحدها : ما في حديث جابر ، وهو : أن يراه الناس إذا أشرف عليهم ; ليسألوه ، ويقتدوا به.

                                                                                              وثانيها : ما ذكرته عائشة -رضي الله عنها- ; وهو : أنه - صلى الله عليه وسلم - لو كان ماشيا لطرق بين يديه ، ولصرفوا عنه، وكان يكره ذلك . على أن قولها : كراهة أن يصرف عنه الناس ; يحتمل أن يكون الضمير في (عنه) راجعا إلى الركن ، فتأمله .

                                                                                              وثالثها : ما ذكره أبو داود : من أنه - صلى الله عليه وسلم - كان في طوافه هذا مريضا. وإلى هذا المعنى أشار البخاري بما ترجم على هذا الحديث ، فقال : باب المريض يطوف راكبا .




                                                                                              الخدمات العلمية