الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2488 ) فصل : وأي قدر قصر منه أجزأه ; لأن الأمر به مطلق فيتناول الأقل . وقال أحمد : يقصر قدر الأنملة . وهو قول ابن عمر ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبي ثور . وهذا محمول على الاستحباب ; لقول ابن عمر : وبأي شيء قصر الشعر أجزأه . وكذلك لو نتفه ، أو أزاله بنورة ; لأن القصد إزالته ، والأمر به مطلق ، فيتناول ، ما يقع عليه الاسم ، ولكن السنة الحلق أو التقصير ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويستحب البداية بالشق الأيمن . نص [ ص: 197 ] عليه ; لما روى أنس ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحلاق : خذ . وأشار إلى جانبه الأيمن ، ثم الأيسر ، ثم جعل يعطيه الناس } . رواه مسلم . { وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في شأنه كله } . متفق عليه . قال أحمد : يبدأ بالشق الأيمن ، حتى يجاوز العظمتين . وإن قصر من شعر رأسه ما نزل عن حد الرأس ، أو مما يحاذيه ، جاز ; لأن المقصود التقصير ، وقد حصل ، بخلاف المسح في الوضوء ; فإن الواجب المسح على الرأس ، وهو ما ترأس وعلا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية