الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم عظم جميع ما مضى من المنهيات؛ وأضداد المأمورات؛ بقوله (تعالى): كل ذلك ؛ أي: الأمر البعيد من المكارم؛ كان ؛ أي: كونا غير مزايل؛ ولما كانت السيئة قد صارت في حكم الأسماء؛ كـ "الإثم"؛ و"الذنب"؛ وزال عنها حكم الصفات؛ حملها على المذكر؛ ووصفها به؛ فقال (تعالى): سيئه ؛ وزاد بشاعته بقوله (تعالى): عند ربك ؛ أي: المحسن إليك إحسانا لا ينبغي أن يقابل عليه إلا بالشكر؛ مكروها ؛ أي: يعامله معاملة المكروه من النهي عنه؛ والذم لفاعله؛ والعقاب؛ والعاقل لا يفعل ما يكرهه المحسن إليه؛ حياء منه؛ فإن لم يكن فخوفا من قطع إحسانه؛ وخضوعا لعز سلطانه؛ ويجوز أن يكون المراد بهذا الإفراد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إشارة إلى أنه لا يقدر أحد غيره على امتثال هذا المعنى على ما ينبغي؛ لأنه لا يعلم أحد العلم على ما هو عليه سواء؛ ولأن الرأس إذا خوطب بشيء [ ص: 417 ] كان الأتباع له أقبل؛ وبه أعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية