الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الشين مع الكاف )

                                                          ( شكر ) * في أسماء الله تعالى الشكور هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، فشكره لعباده مغفرته لهم . والشكور من أبنية المبالغة . يقال : شكرت لك ، وشكرتك ، والأول أفصح ، أشكر شكرا وشكورا فأنا شاكر وشكور . والشكر مثل الحمد ، إلا أن الحمد أعم منه ، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة ، وعلى معروفه ، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته . والشكر : مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية ، فيثني على المنعم بلسانه ، ويذيب نفسه في طاعته ، ويعتقد أنه موليها ، وهو من شكرت الإبل تشكر : إذا أصابت مرعى فسمنت عليه .

                                                          * ومنه الحديث لا يشكر الله من لا يشكر الناس معناه أن الله لا يقبل شكر العبد [ ص: 494 ] على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ، ويكفر معروفهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر . وقيل : معناه أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفر نعمة الله تعالى وترك الشكر له . وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله وإن شكره ، كما تقول لا يحبني من لا يحبك : أي أن محبتك مقرونة بمحبتي ، فمن أحبني يحبك ، ومن لم يحبك فكأنه لم يحبني . وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه . وقد تكرر ذكر الشكر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث يأجوج ومأجوج وإن دواب الأرض تسمن وتشكر شكرا من لحومهم أي تسمن وتمتلئ شحما . يقال شكرت الشاة بالكسر تشكر شكرا بالتحريك إذا سمنت وامتلأ ضرعها لبنا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر بن عبد العزيز أنه قال لسميره هلال بن سراج بن مجاعة : هل بقي من كهول بني مجاعة أحد ؟ قال : نعم ; وشكير كثير أي ذرية صغار ، شبههم بشكير الزرع ، وهو ما ينبت منه صغارا في أصول الكبار .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه نهى عن شكر البغي الشكر بالفتح : الفرج أراد ما تعطى على وطئها : أي نهى عن ثمن شكرها ، فحذف المضاف ، كقوله نهى عن عسب الفحل : أي عن ثمن عسبه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث يحيى بن يعمر أأن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها .

                                                          ( س ) وفي حديث فشكرت الشاة أي أبدلت شكرها وهو الفرج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية