الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وجاء رجل الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال : مؤمن آل فرعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن شعيب الجبائي قال : كان اسم الذي قال لموسى : إن الملأ يأتمرون بك شمعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال : يعمل، ليس بالشد، اسمه حزقيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي قال : ذهب القبطي فأفشى عليه أن موسى هو الذي قتل الرجل، فطلبه فرعون وقال : خذوه؛ فإنه [ ص: 444 ] قتل صاحبنا . وقال للذين يطلبونه : اطلبوه في بنيات الطريق، فإن موسى غلام لا يهتدي الطريق . وأخذ موسى عليه السلام في بنيات الطريق، وقد جاءه الرجل فأخبره : إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج . فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين فلما أخذ في بنيات الطريق، جاءه ملك على فرس بيده عنزة، فلما رآه موسى سجد له من الفرق، فقال : لا تسجد لي، ولكن اتبعني . فتبعه وهداه نحو مدين . فانطلق الملك حتى انتهى به إلى مدين، فلما أتى الشيخ وقص عليه القصص، قال : لا تخف نجوت من القوم الظالمين . فأمر إحدى ابنتيه أن تأتيه بعصا، وكانت تلك العصا عصا استودعه إياها ملك في صورة رجل فدفعها إليه، فدخلت الجارية فأخذت العصا، فأتته بها، فلما رآها الشيخ قال لابنته : ائتيه بغيرها، فألقتها وأخذت تريد أن تأخذ غيرها، فلا يقع في يدها إلا هي، وجعل يرددها، وكل ذلك لا يخرج في يدها غيرها، فلما رأى ذلك عمد إليه، فأخرجها معه فرعى بها، ثم إن الشيخ ندم وقال : كانت وديعة . فخرج [ ص: 445 ] يتلقى موسى، فلما رآه قال : أعطني العصا . فقال موسى، هي عصاي . فأبى أن يعطيه، فاختصما، فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما، فأتاهما، ملك يمشي، فقضى بينهما، فقال : ضعوها في الأرض، فمن حملها فهي له . فعالجها الشيخ فلم يطقها، وأخذها موسى بيده فرفعها، فتركها له الشيخ، فرعى له عشر سنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال : هو مؤمن آل فرعون، جاء يسعى . وفي قوله : فخرج منها خائفا يترقب قال : أن يأخذه الطلب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية