الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : قوله : { ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن } : المعنى أن الأمر إذا كان الإدناء والإقصاء لهن ، والتقريب والتبعيد إليك ، تفعل من ذلك ما شئت ، كان أقرب إلى قرة أعينهن ، وراحة قلوبهن ; لأن المرء إذا علم أنه لا حق له في شيء كان راضيا بما أوتي منه وإن قل ، وإن علم أن له حقا لم يقنعه ما أوتي منه ، واشتدت غيرته عليه ، وعظم حرصه فيه ، فكان ما فعل الله لرسوله من تفويض الأمر إليه في أحوال أزواجه أقرب إلى رضاهن معه ، واستقرار أعينهن على ما يسمح به منه لهن ، دون أن تتعلق قلوبهن بأكثر منه ، وذلك قوله في :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثامنة : { ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن }

                                                                                                                                                                                                              المعنى : وترضى كل واحدة بما أوتيت من قليل أو كثير ، لعلمها بأن ذلك غير حق لها ، وإنما هو فضل تفضل به عليها ، وقليل رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ، واسم زوجته ، والكون في عصمته ، ومعه في الآخرة في درجته ، فضل من الله كبير .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية