الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فلما قضى موسى الأجل الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : فلما قضى موسى الأجل قال : عشر سنين، ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، من طريق السدي ، قال : قال عبد الله بن عباس : لما قضى موسى الأجل سار بأهله فضل عن الطريق، وكان في الشتاء، ورفعت له نار، فلما رآها ظن أنها نار، وكانت من نور الله، فقال لأهله : امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر، فإن لم أجد خبرا آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون من البرد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : آنس قال : أحس . وفي قوله : إني آنست نارا قال : أحسست .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 462 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : لعلي آتيكم منها بخبر قال : لعلي أجد من يدلني على الطريق . وكانوا قد ضلوا الطريق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : جذوة قال : شهاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : جذوة قال : أصل شجرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : جذوة قال : أصل شجرة في طرفها نار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الجذوة عود من الحطب فيه النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم ، أنه قرأ : أو جذوة بنصب الجيم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 463 ] وأخرج أبو عبيد، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي المليح قال : أتيت ميمون بن مهران لأودعه عند خروجي في تجارة، فقال : لا تيأس أن تصيب في وجهك هذا في أمر دينك أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك، فإن صاحبة سبأ خرجت وليس شيء أحب إليها من ملكها، فأخرجها الله إلى ما هو خير من ذلك، فهداها إلى الإسلام، وإن موسى عليه السلام خرج يريد ليقتبس لأهله نارا، فأخرجه الله إلى ما هو خير من ذلك؛ كلمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب عن عائشة قالت : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية