الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وكان في المدينة تسعة رهط ) تسعة أنفس ، وإنما وقع تمييزا للتسعة باعتبار المعنى ، والفرق بينه وبين النفر أنه من الثلاثة أو السبعة إلى العشرة ، والنفر من الثلاثة إلى التسعة . ( يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) أي شأنهم الإفساد الخالص عن شوب الصلاح .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 163 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( قالوا ) أي قال بعضهم لبعض . ( تقاسموا بالله ) أمر مقول أو خبر وقع بدلا أو حالا بإضمار قد .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لنبيتنه وأهله ) لنباغتن صالحا وأهله ليلا . وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على خطاب بعضهم لبعض ، وقرئ بالياء على أن تقاسموا خبر . ( ثم لنقولن ) فيه القراءات الثلاث . ( لوليه ) لولي دمه . ( ما شهدنا مهلك أهله ) فضلا أن تولينا إهلاكهم ، وهو يحتمل المصدر والزمان والمكان وكذا ( مهلك ) في قراءة حفص فإن مفعلا قد جاء مصدرا كمرجع . وقرأ أبو بكر بالفتح فيكون مصدرا . ( وإنا لصادقون ) ونحلف إنا لصادقون ، أو والحال إنا لصادقون فيما ذكرنا لأن الشاهد للشيء غير المباشر له عرفا ، أو لأنا ما شهدنا مهلكهم وحده بل مهلكه ومهلكهم كقولك ما رأيت ثمة رجلا بل رجلين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية