الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 401 ] مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم .

                                                                                                                                                                                                                                      مثل الجنة التي وعد المتقون أي: صفتها، وقد شرحناه في [الرعد: 35] . و "المتقون" عند المفسرين: الذين يتقون الشرك . و "الآسن" المتغير الريح، قاله أبو عبيدة، والزجاج . وقال ابن قتيبة : هو المتغير الريح والطعم، و "الآجن" نحوه . وقرأ ابن كثير: "غير أسن" بغير مد . وقد شرحنا قوله لذة للشاربين في [الصافات: 46] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: من عسل مصفى أي: من عسل ليس فيه عكر ولا كدر كعسل أهل الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: كمن هو خالد في النار قال الفراء: أراد: من كان في هذا النعيم، كمن هو خالد في النار؟! .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ماء حميما أي: حارا شديد الحرارة . و "الأمعاء" جميع ما في [ ص: 402 ] البطن من الحوايا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية