الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولولا أن تصيبهم مصيبة الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الهالك في الفترة يقول : رب لم يأتني كتاب ولا رسول» . ثم قرأ هذه الآية : « ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين » .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون . قال : هم أهل الكتاب، يقول : بالكتابين؛ التوراة والفرقان . فقال الله : قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 476 ] وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد : لولا أوتي مثل ما أوتي موسى قال : يهود تأمر قريشا أن تسأل محمدا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى من قبل، يقول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم : قل لقريش يقولون لهم : "أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا" قال : قول يهود لموسى وهارون . وقالوا إنا بكل كافرون قال : يهود تكفر أيضا بما أوتي محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة : أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قال : من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن الزبير ، أنه كان يقرأ : (قالوا ساحران تظاهرا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير ، أنه كان يقرأ : (قالوا ساحران تظاهرا) قال : موسى وهارون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، والبخاري في "تاريخه"، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنه قرأ : (ساحران تظاهرا) بالألف . وقال : يعني موسى ومحمدا عليهما السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عكرمة ، أنه كان يقرأ : [ ص: 477 ] سحران تظاهرا قال : هما كتابان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : قالوا سحران تظاهرا يقول : التوراة والفرقان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي : قالوا سحران تظاهرا قال : الفرقان والتوراة حين صدق كل واحد منهما صاحبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم الجحدري، أنه كان يقرأ : سحران تظاهرا يقول : كتابان؛ التوراة والفرقان، ألا تراه يقول : فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ؟

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لو كان يريد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إنما أراد الكتابين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن أبي رزين، أنه كان يقرؤها : سحران تظاهرا يقول : كتابان؛ التوراة والإنجيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : قالوا سحران تظاهرا . [ ص: 478 ] قال ذلك أعداء الله، اليهود للإنجيل والقرآن . قال : ومن قرأها : (ساحران) يقول : محمد وعيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عبد الكريم أبي أمية قال : سمعت عكرمة يقول : سحران فذكرت ذلك لمجاهد، فقال : كذب العبد، قرأتها على ابن عباس : (ساحران) فلم يعب علي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن مجاهد قال : سألت ابن عباس وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكئ على يدي عكرمة ، فقلت : سحران تظاهرا أم (ساحران)؟ فقلت ذلك مرارا، فقال عكرمة : ( ساحران تظاهرا ) اذهب أيها الرجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك : وقالوا إنا بكل كافرون يقول : بالتوراة والقرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد : وقالوا إنا بكل كافرون قال : الذي جاء به موسى والذي جاء به محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 479 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية