الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم . آية 198

                                          [1845 ] حدثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عباد بن عوام، عن العلاء بن المسيب عن أبي أمامة التيمي ، قال: قلت لابن عمر : إنا أناس نكرى في هذا الوجه إلى مكة، وإن ناسا يزعمون أنه لا حج لنا، فهل ترى لنا حجا؟ قال: ألستم تحرمون وتطوفون بالبيت تقضون المناسك؟ قال: قلت: بلى قال: فأنتم حجاج. قال: ثم قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل الذي سألت، فلم يدر ما يعود، أو قال: فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فدعا الرجل، فتلاها عليه وقال: أنتم حجاج.

                                          [1846 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال: قال ابن عباس : كان عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية. فلما كان الإسلام، كأنهم كرهوا أن يتجروا في الحج فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج.

                                          [1847 ] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية ، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم يقول: لا حرج عليكم في الشراء والبيع، قبل الإحرام وبعده.

                                          [ ص: 352 ] قوله: أن تبتغوا فضلا من ربكم

                                          [1848 ] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي بن شقيق ثنا محمد بن مزاحم، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان : ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم يعني بالفضل: التجارة والرزق بعرفات ومنى، ولا في شيء من مواقيت الحج، ولا عند البيت فرخص الله التجارة في الحج والعمرة.

                                          قوله: فإذا أفضتم من عرفات

                                          [1849 ] حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة، ثنا أبو عامر ، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رءوس الجبال كأنها العمائم على رءوس الرجال، دفعوا. فأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفعة من عرفة حتى غربت الشمس.

                                          [1850 ] حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، ثنا وكيع ، عن شعبة عن إسماعيل بن رجاء، عن المعرور بن سويد، قال: رأيت ابن عمر ، حين دفع من عرفة كأني أنظر إليه رجل أصلع على بعير له يوضع وهو يقول: إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع.

                                          [1851 ] عن سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه قال: إنما سميت عرفات لأنه قيل لإبراهيم، حين أري المناسك، عرفت. وروي عن ابن عباس وأبي مجلز وعطاء ، نحو ذلك.

                                          قوله: فاذكروا الله

                                          [1852 ] أخبرنا أبو محمد ابن بنت الشافعي فيما كتب إلي عن أبيه أو عمه، عن سفيان بن عيينة ، قوله: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام وهي جميعا.

                                          [1853 ] حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن إسماعيل بن رجاء، عن المعرور بن سويد، قال: رأيت ابن عمر ، حين دفع من عرفة كأني أنظر إليه، رجل أصلع على بعير له، يوضع وهو يقول: إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية