الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 128 ] باب ما يوجب الغسل قال أبو محمد بن بري النحوي : غسل الجنابة ، بفتح الغين . وقال ابن السكيت : الغسل : الماء الذي يغتسل به . والغسل : ما غسل به الرأس . .

                                                                                                                                            ( 278 ) مسألة : قال أبو القاسم ، رحمه الله ( : والموجب للغسل خروج المني ) الألف واللام هنا للاستغراق ، ومعناه أن جميع موجبات الغسل هذه الستة المسماة : أولها ; خروج المني ، وهو الماء الغليظ الدافق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة ، ومني المرأة رقيق أصفر .

                                                                                                                                            وروى مسلم في صحيحه ، بإسناده ، أن { أم سليم حدثت ، أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم : عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل . فقالت أم سليم : واستحييت من ذلك . وهل يكون هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ، فمن أين يكون الشبه ، ماء الرجل غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر ، فمن أيهما علا ، أو سبق ، يكون منه الشبه وفي لفظ أنها قالت . هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ، إذا رأت الماء } متفق عليه ، فخروج المني الدافق بشهوة ، يوجب الغسل من الرجل والمرأة في يقظة أو في نوم . وهو قول عامة الفقهاء . قاله الترمذي . ولا نعلم فيه خلافا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية