الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ومن يفعل ذلك يلق أثاما ؛ " يلق " ؛ جزم على الجزاء؛ وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشيء؛ قال أبو عمرو الشيباني: يقال: " قد لقي أثام ذلك " ؛ أي: جزاء ذلك؛ وسيبويه؛ والخليل يذهبان إلى أن معناه: " يلقى جزاء الأثام؛ قال سيبويه: جزمت " يضاعف له العذاب " ؛ لأن مضاعفة العذاب لقي الأثام؛ كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا توقدا



                                                                                                                                                                                                                                        لأن الإتيان هو الإلمام؛ فجزم " تلمم " ؛ لأنه بمعنى " تأتي " ؛ وقرأ الحسن وحده: " يضعف له العذاب " ؛ وهو جيد؛ بالغ؛ تقول: " ضاعفت الشيء " ؛ و " ضعفته " ؛ وقرأ عاصم: " يضاعف له العذاب " ؛ بالرفع؛ على تأويل تفسير " يلق أثاما " ؛ كأن قائلا قال: ما لقي الأثام؟ فقيل: يضاعف للآثم العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية