الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                النوع الحادي والعشرون : ما يجري من الغرور والتدليس

                                                                                                                وفي " المقدمات " : لا يجوز للمرأة وصل شعرها ، ولا وشم وجهها ، ولا يديها ، ولا وشر أسنانها لقوله عليه السلام في " الصحيح " : " لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشرة ، والمستوشرة ، والواشمة ، والمستوشمة ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " . فالوشم : التغزير بالإبرة ، ثم يحشى موضعه بالكحل فيخضر ، والوشر : نحت الأسنان حتى تتفلج ، وتتحدد أطرافها ، والمتنمصات ، قال المازري في " المعلم " : النامصة : التي تنتف الشعر من الوجه والمتنمصة التي يفعل بها ذلك .

                                                                                                                وفي " المقدمات " : ويجوز لها خضب يديها ورجليها بالحناء ، وأجاز مالك [ ص: 315 ] تطريف أصابعها ، ونهى عنه عمر بن الخطاب ، قال وهو يخطب : يا معشر النساء اختضبن وإياكن والنقش والتطريف ، ولتخضب إحداكن يديها إلى هذا ، وأشار إلى موضع السوار ، وسبب المنع في وصل الشعر وما معه التدليس والغرور ، قاله صاحب " المقدمات " .

                                                                                                                تنبيه : لم أر للفقهاء المالكية ، والشافعية ، وغيرهم في تعليل هذا الحديث إلا أنه تدليس على الأزواج ليكثر الصداق ، ويشكل ذلك إذا كانوا عالمين به ، وبالوشم ، فإنه ليس فيه تدليس ، وما في الحديث من تغيير خلق الله لم أفهم معناه ، فإن التغيير للجمال غير منكر في الشرع ، كالختان ، وقص الظفر ، والشعر ، وصبغ الحناء ، وصبغ الشعر ، وغير ذلك .

                                                                                                                سؤال

                                                                                                                قال عليه السلام : المؤمن لا يكون لعانا ، وورد اللعن في هذا الحديث ، وفي قوله عليه السلام : " لعن الله اليهود حرمت الشحوم " الحديث ، وفي قوله عليه السلام : " لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء " الحديث ، وأجيب عنه بوجهين ، أحدهما : أن هذا إخبار بوقوع اللعن الذي هو البعد من الله تعالى على هذه الطوائف ، لا دعاء ، وإنما حرم دعاء ، الثاني : أن " لعانا " صيغة مبالغة ، وإنما يصلح لمن كان له ذلك عادة ، وكانت هذه اللفظات قليلة ، فلم تكن عادة ، فلم يندرج في النهي .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية