الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [56] وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا [ ص: 4074 ] بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين أي: وما نرسلهم، قبل إنزال العذاب، إلا لتبشر من آمن بالزلفى والكرامة، وإنذار من كفر بأن تأتيه سنة من مضى: ويجادل الذين كفروا بالباطل كاقتراح الآيات: ليدحضوا به الحق أي: ليزيلوا بالجدال، الحق الثابت عن مقره. وليس ذلك بحاصل لهم. وأصل الإدحاض: إزلاق القدم وإزالتها عن موطئها. فاستعير من زلل القدم المحسوس، لإزالة الحق المعقول.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشهاب ولك أن تقول: فيه تشبيه كلامهم بالوحل المستكره. ثم أنشد لنفسه:


                                                                                                                                                                                                                                      أتانا بوحل لإنكاره ليزلق أقدام هذي الحجج



                                                                                                                                                                                                                                      واتخذوا آياتي وما أنذروا أي: وإنذارهم. أو والذي أنذروا به من العقاب: هزوا أي: استهزاء وسخرية وهو أشد التكذيب. وصف بالمصدر مبالغة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية