الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 571 ] القول في تأويل قوله ( فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين ( 93 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فأدبر شعيب عنهم ، شاخصا من بين أظهرهم حين أتاهم عذاب الله ، وقال لما أيقن بنزول نقمة الله بقومه الذين كذبوه ، حزنا عليهم : ( يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ) ، وأديت إليكم ما بعثني به إليكم ، من تحذيركم غضبه على إقامتكم على الكفر به ، وظلم الناس أشياءهم ( ونصحت لكم ) ، بأمري إياكم بطاعة الله ، ونهيكم عن معصيته - ( فكيف آسى ) ، يقول : فكيف أحزن على قوم جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله ، وأتوجع لهلاكهم؟

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك .

14869 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : ( فكيف آسى ) ، يعني : فكيف أحزن؟

14870 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( فكيف آسى ) ، يقول : فكيف أحزن؟

14871 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : [ ص: 572 ] أصاب شعيبا على قومه حزن لما يرى بهم من نقمة الله ، ثم قال يعزي نفسه ، فيما ذكر الله عنه : ( ، يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية