الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2548 ) فصل : ويجوز تأخير الحلق والتقصير إلى آخر النحر ; لأنه إذا جاز تأخير النحر المقدم عليه ، فتأخيره أولى ، فإن أخره عن ذلك ، ففيه روايتان : إحداهما ، لا دم عليه . وبه قال عطاء ، وأبو يوسف ، وأبو ثور . ويشبه مذهب الشافعي ; لأن الله تعالى بين أول وقته بقوله : { ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله } . ولم يتبين آخره ، فمتى أتى به أجزأه ، كطواف الزيارة والسعي . ولأنه نسك أخره إلى وقت جواز فعله ، فأشبه السعي . وعن أحمد : عليه دم بتأخيره .

                                                                                                                                            وهو مذهب أبي حنيفة ; لأنه نسك أخره ، عن محله ، ومن ترك نسكا فعليه دم . ولا فرق في التأخير بين القليل والكثير ، والعامد والساهي . وقال مالك ، والثوري ، وإسحاق ، وأبو حنيفة ، ومحمد بن الحسن : من تركه حتى حل فعليه دم ; لأنه نسك فيأتي به في إحرام الحج ، كسائر مناسكه . ولنا ، ما تقدم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية