الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإبراهيم إذ قال لقومه الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : إنما تعبدون من دون الله أوثانا قال : أصناما، وتخلقون إفكا قال : تصنعون أصناما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن الحسن في قوله : وتخلقون إفكا قال : تنحتون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وتخلقون إفكا قال : تصنعون كذبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، عن مجاهد ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده قال : يبعثه . وفي قوله : فانظروا كيف بدأ الخلق قال : خلق السماوات والأرض، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة . [ ص: 540 ] قال : البعث بعد الموت . وفي قوله : فما كان جواب قومه قال : قوم إبراهيم، وفي قوله : فأنجاه الله من النار قال : قال كعب : ما أحرقت النار منه إلا وثاقه . وفي قوله : وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا قال : اتخذوها لثوابها في الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا قال : صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين . وفي قوله : فآمن له لوط قال : فصدقه لوط، وقال إني مهاجر إلى ربي قال : هاجرا جميعا من كوثى؛ وهي من سواد الكوفة إلى الشام . وفي قوله : وآتيناه أجره في الدنيا قال : عافية وعملا صالحا وثناء حسنا، فلست تلقى أحدا من أهل الملل إلا يرضى إبراهيم ويتولاه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم بن أبي النجود، أنه قرأ : وتخلقون إفكا خفيفتين، وقرأ : (أوثانا مودة) منصوبة منونة، (بينكم) نصب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن جبلة بن سحيم قال : سألت ابن عمر عن صلاة [ ص: 541 ] المريض على العود، قال : لا آمركم أن تتخذوا من دون الله أوثانا، إن استطعت أن تصلي قائما، وإلا فقاعدا، وإلا فمضطجعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : النشأة الآخرة قال : هي الحياة بعد الموت، وهو النشور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فآمن له لوط قال : صدق لوط إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : وقال إني مهاجر إلى ربي قال : هو إبراهيم القائل : إني مهاجر إلى ربي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله : وقال إني مهاجر إلى ربي قال : إلى حران .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله : وقال إني مهاجر إلى ربي قال : إلى الشام كان مهاجره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «سيهاجر خيار أهل [ ص: 542 ] الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو يعلى ، وابن مردويه ، عن أنس قال : أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «صحبهما الله، إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن منده، وابن عساكر ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : هاجر عثمان إلى الحبشة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنه لأول من هاجر بعد إبراهيم ولوط» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر ، والطبراني ، والحاكم في "الكنى"، عن زيد بن ثابت، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : أول من هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 543 ] عثمان بن عفان ، كما هاجر لوط إلى إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ووهبنا له إسحاق ويعقوب قال : هما ولدا إبراهيم . وفي قوله : وآتيناه أجره في الدنيا قال : إن الله وصى أهل الأديان بدينه، فليس من أهل دين إلا وهم يتولون إبراهيم ويرضون به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وآتيناه أجره في الدنيا قال : الذكر الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : وآتيناه أجره في الدنيا قال : الثناء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس : وآتيناه أجره في الدنيا قال : الولد الصالح والثناء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 544 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية