الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 226 ] 229- وقال تعالى: (ملء الأرض ذهبا) مهموزة من "ملأت" وانتصب (ذهبا) كما تقول: "لي مثلك رجلا" أي: لي مثلك من الرجال، وذاك لأنك شغلت الإضافة بالاسم الذي دون "الذهب" وهو "الأرض" ثم جاء "الذهب" وهو غيرهما فانتصب كما ينتصب المفعول إذا جاء من بعد الفاعل.

                                                                                                                                                                                                                      وهكذا تفسير الحال؛ لأنك إذا قلت: "جاء عبد الله راكبا" فقد شغلت الفعل بـ " عبد الله " وليس "راكب" من صفته لأن هذا نكرة وهذا معرفة. وإنما جئت به لتجعله اسما للحال التي جاء فيها. فهكذا تفسيره، وتفسير "هذا أحسن منك وجها"؛ لأن "الوجه" غير الكاف التي وقعت عليها "من" و"أحسن" في اللفظ إنما هو الذي تفضله فـ "الوجه" غير ذينك في اللفظ فلما جاء بعدهما وهو غيرهما انتصب انتصاب المفعول به بعد الفاعل.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية