الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                يروى : أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن : يا رسول الله ، ذكر الله الرجال في القرآن بخير ، أفما فينا خير نذكر به ؟ إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة . وقيل : السائلة أم سلمة . [ ص: 69 ] وروي : أنه لما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل ، قال نساء المسلمين : فما نزل فينا شيء ؟ فنزلت . والمسلم : الداخل في السلم بعد الحرب ، المنقاد الذي لا يعاند ، أو المفوض أمره إلى الله المتوكل عليه من أسلم وجهه إلى الله . والمؤمن : المصدق بالله ورسوله وبما يجب أن يصدق به . والقانت : القائم بالطاعة الدائم عليها . والصادق : الذي يصدق في نيته وقوله وعمله . والصابر : الذي يصبر على الطاعات وعن المعاصي . والخاشع : المتواضع لله بقلبه وجوارحه . وقيل : الذي إذا صلى لم يعرف من عن يمينه وشماله . والمتصدق : الذي يزكي ماله ولا يخل بالنوافل . وقيل : من تصدق في أسبوع بدرهم فهو من المتصدقين . ومن صام البيض من كل شهر فهو من الصائمين . والذاكر لله كثيرا : من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه أو لسانه أو بهما . وقراءة القرآن والاشتغال بالعلم من الذكر . وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته فصليا جميعا ركعتين كتبا في الذاكرين لله كثيرا والذاكرات " . والمعنى : والحافظاتها والذاكراته ، فحذف ; لأن الظاهر يدل عليه . فإن قلت : أي فرق بين العطفين ، أعني عطف الإناث على الذكور ، وعطف الزوجين على الزوجين ؟ قلت : العطف الأول نحو قوله تعالى : ثيبات وأبكارا [ ص: 70 ] [التحريم : 5 ] في أنهما جنسان مختلفان ، إذا اشتركا في حكم لم يكن بد من توسيط العاطف بينهما . وأما العطف الثاني فمن عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع ، فكأن معناه : إن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات أعد الله لهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية