الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل

                                                                                                                                                                                                                                        ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) يسرع صفة رجل ، أو حال منه إذا جعل من أقصى المدينة صفة له لا صلة لجاء لأن تخصيصه بها يلحقه بالمعارف . ( قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ) يتشاورون بسببك ، وإنما سمي التشاور ائتمارا لأن كلا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر . ( فاخرج إني لك من الناصحين ) اللام للبيان وليس صلة لـ ( الناصحين ) لأن معمول الصلة لا يتقدم الموصول .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فخرج منها ) من المدينة . ( خائفا يترقب ) لحوق طالب . ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) خلصني منهم واحفظني من لحوقهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولما توجه تلقاء مدين ) قبالة مدين قرية شعيب ، سميت باسم مدين بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ولم تكن في سلطان فرعون وكان بينها وبين مصر مسيرة ثمان . ( قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) توكلا على الله وحسن ظن به ، وكان لا يعرف الطريق فعن له ثلاث طرق فأخذ في أوسطها وجاء الطلاب [ ص: 175 ]

                                                                                                                                                                                                                                        عقيبه فأخذوا في الآخرين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية