الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا هذا هو التأكيد الأول؛ يقول له: إنك نسيت خلقك الأول؛ أنشئت من تراب؛ ثم من ماء مهين؛ ثم كانت أدوارك من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات؛ نطفة في قرار مكين؛ ثم مضغة؛ ثم عظاما؛ ثم كسونا العظام لحما؛ ثم صرت رجلا سويا؛ وخلقت ضعيفا في كل أدوارك؛ ثم صرت رجلا؛ غرك الغرور؛ أشار إلى كل هذا في كلماته الموجزة؛ المشيرة؛ والموضحة؛ ونبهه إلى أنه كفر بكل هذا؛ في استفهام إنكاري توبيخي؛ لأنه لإنكار ما وقع منه من كفر بربه الذي خلقه؛ فسواه في أحسن تقويم؛ فحاله حال كفر؛ وإنكار للنعمة؛ وجهل لحقيقة أمره؛ فذكره بذلك كله؛ وأنه بهذا الطغيان والغرور ونسيان البعث؛ وإهماله لطاعات الله (تعالى)؛ قد كفر بالله أشد الكفر.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية