الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير [ 219 ]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو بن العلاء . وقرأ الكوفيون : ( كثير ) ، وإجماعهم على " حوبا كبيرا " يدل على أن " كبيرا " أولى أيضا ، فكما يقال : إثم صغير ، كذا يقال : كبير ، ولو جاز " كثير " لقيل : إثم قليل . وأجمع المسلمون على قولهم : كبائر وصغائر . ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) هكذا قرأ أهل الحرمين ، وأهل الكوفة . وقرأ أبو عمرو ، وعيسى بن عمر ، وابن أبي إسحاق : ( قل العفو ) بالرفع . قال أبو جعفر : إن جعلت " ذا " بمعنى " الذي " ؛ كان الاختيار الرفع ، وجاز النصب . وإن جعلت " ما " و " ذا " شيئا واحدا ؛ كان الاختيار النصب ، وجاز الرفع . وحكى النحويون : ماذا تعلمت أنحوا أم شعرا ؟ بالنصب والرفع ، على أنهما جيدان حسنان ، إلا أن التفسير في الآية يدل على النصب . قال ابن عباس : الفضل . وقال : [ ص: 310 ] العفو ما يفضل عن أهلك . فمعنى هذا : ينفقون العفو . وقال الحسن : المعنى : قل : أنفقوا العفو .

                                                                                                                                                                                                                                        وقال أبو جعفر : وقد بينا لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية