الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمر بما تضمن أنه كإخوانه من الرسل في كونه بشرا؛ [ ص: 514 ] أتبعه قوله (تعالى) - عطفا على: "فأبى"؛ أو "فقالوا" -: وما منع الناس ؛ أي: قريشا؛ ومن قال بقولهم لما لهم من الاضطراب؛ أن يؤمنوا ؛ أي: لم يبق لهم مانع من الإيمان؛ والجملة مفعول "منع"؛ إذ جاءهم الهدى ؛ أي: الدليل القاطع على الإيمان؛ وهو القرآن؛ وغيره من الأدلة؛ إلا ؛ وفاعل "منع" أن قالوا ؛ أي: منكرين غاية الإنكار؛ متعجبين؛ متهكمين: أبعث الله ؛ أي: بما له من العظمة الباهرة من صفات الجلال؛ والإكرام؛ بشرا رسولا ؛ وسبب اتباع الضلال - مع وضوح ضره - وترك الهدى - مع ظهور نفعه - وقوع الشبهة؛ أو الشهوة؛ لضعفاء العقول - وهم أكثر الناس - في أوله؛ ثم تقليد الرؤساء؛ وتمكن العادة السيئة فيما بعد ذلك؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية