الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

                                                                                                                                                                                                ولا تطع الكافرين معناه : الدوام والثبات على ما كان عليه . أو التهييج "أذاهم " يحتمل إضافته إلى الفاعل والمفعول ، يعني : ودع أن تؤذيهم بضرر أو قتل ، وخذ بظاهرهم ، وحسابهم على الله في باطنهم . أو : ودع ما يؤذونك به ولا تجازهم عليه حتى تؤمر ، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما - : هي منسوخة بآية السيف وتوكل على الله فإنه يكفيكهم ، وكفى به مفوضا إليه ، ولقائل أن يقول : وصفه الله بخمسة أوصاف ، وقابل كلا منها بخطاب مناسب له ، قابل الشاهد بقوله : وبشر المؤمنين ; لأنه يكون شاهدا على أمته وهم يكونون شهداء على سائر الأمم ، وهو الفضل الكبير والمبشر بالإعراض عن الكافرين والمنافقين ; لأنه إذا أعرض عنهم أقبل جميع إقباله على المؤمنين ، وهو مناسب للبشارة والنذير بدع أذاهم ; لأنه إذا ترك أذاهم في الحاضر - والأذى لا بد له من عقاب عاجل أو آجل - كانوا منذرين به في المستقبل ، والداعي إلى الله بتيسيره بقوله : وتوكل على الله لأن من توكل على الله يسر عليه كل عسير ، والسراج المنير بالاكتفاء به وكيلا ; لأن من أناره الله برهانا على جميع خلقه ، كان جديرا بأن يكتفى به عن جميع خلقه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية