الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفرائض في السفر

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في إباحته- صلى الله عليه وسلم- القصر ، وأنه رخصة

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمامان : الشافعي ، وأحمد- وزاد حتى يرجع ، - وأبو داود والترمذي عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : سافر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما بين مكة والمدينة آمنا لا يخاف إلا الله تعالى ، وصلى ركعتين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام مالك ، والنسائي ، وابن ماجه عن عبد الله بن خالد- رحمه الله تعالى- قال : «قلت لابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- كيف تقصر الصلاة وإنما قال الله عز وجل :

                                                                                                                                                                                                                              فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم فقال ابن عمر : يا ابن أخي إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا ، فكان فيما تعلمنا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نصلي ركعتين في السفر»
                                                                                                                                                                                                                              ، وفي رواية «إن الله- عز وجل- بعث إلينا محمدا- صلى الله عليه وسلم- ولا نعلم شيئا ، فإنما نفعل كما رأينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي ، والشيخان ، والثلاثة ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال :

                                                                                                                                                                                                                              «صليت الظهر مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعا وخرج يريد مكة فصلى بذي الحليفة ركعتين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عنه قال : «خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة وكان يصلي ركعتين [ركعتين] حتى رجعنا إلى المدينة ، قيل له : أقمتم بمكة شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أقام تسعة عشر يقصر الصلاة فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا» . وفي رواية أبي داود [ ص: 231 ] أنه- صلى الله عليه وسلم- أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة ، الرواية الأولى بتقديم التاء على السين ، الثانية بتقديم السين على الموحدة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن عمران بن حصين قال : «غزوت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله- ورجاله ثقات- ولم ينفرد به ابن إسحاق ، فقد رواه النسائي من طريق عراك بن مالك عن عبيد الله عن ابن عباس قال : «أقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية