الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 47 ] القول في تأويل قوله ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ( 131 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فإذا جاءت آل فرعون العافية والخصب والرخاء وكثرة الثمار ، ورأوا ما يحبون في دنياهم ( قالوا لنا هذه ) ، نحن أولى بها ( وإن تصبهم سيئة ) ، يعني جدوب وقحوط وبلاء ( يطيروا بموسى ومن معه ) ، يقول : يتشاءموا ويقولوا : ذهبت حظوظنا وأنصباؤنا من الرخاء والخصب والعافية ، مذ جاءنا موسى عليه السلام .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

14983 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( فإذا جاءتهم الحسنة ) ، العافية والرخاء ( قالوا لنا هذه ) ، نحن أحق بها ( وإن تصبهم سيئة ) ، بلاء وعقوبة ( يطيروا ) ، يتشاءموا بموسى .

14984 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بنحوه .

14985 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد ، في قوله : ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) ، قالوا : ما أصابنا هذا إلا بك يا موسى وبمن معك ، ما رأينا شرا ولا أصابنا حتى رأيناك! وقوله : ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ) ، قال : الحسنة [ ص: 48 ] ما يحبون . وإذا كان ما يكرهون قالوا : ما أصابنا هذا إلا بشؤم هؤلاء الذين ظلموا! قال قوم صالح : ( اطيرنا بك وبمن معك ) ، فقال الله : ( طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ) ، [ سورة النمل : 47 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية