الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1196 [ ص: 455 ] 9 - باب: ما يستحب أن يغسل وترا

                                                                                                                                                                                                                              1254 - حدثنا محمد ، حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أم عطية رضي الله عنها قالت : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نغسل ابنته فقال : " اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة كافورا ، فإذا فرغتن فآذنني " . فلما فرغنا آذناه ، فألقى إلينا حقوه فقال : "أشعرنها إياه " .

                                                                                                                                                                                                                              فقال أيوب : وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد ، وكان في حديث حفصة : " اغسلنها وترا " . وكان فيه : "ثلاثا أو خمسا أو سبعا " . وكان فيه أنه قال : "ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء منها " . وكان فيه أن أم عطية قالت : ومشطناها ثلاثة قرون . [انظر : 167 - مسلم : 939 - فتح: 3 \ 130]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أم عطية السالف في الباب قبله بزيادة : "اغسلنها وترا " وكان فيه : "ثلاثا أو خمسا أو سبعا " وكان فيه أنه قال : "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها " وكان فيه أن أم عطية قالت : ومشطناها ثلاثة قرون .

                                                                                                                                                                                                                              وشيخه فيه محمد وهو : ابن سلام ، كما نسبه ابن السكن .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 456 ] وفقه الباب سلف في الباب قبله ، ومعنى أمره بالوتر : ليستشعر المؤمن في أفعاله بالوحدانية ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لسعد حين رآه يشير بإصبعين في دعائه : "أحد أحد " وإنما أمر بالبداءة باليمين ; لأنه كان يحب التيمن في شأنه كله أي : في التنظفات .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ( "مواضع الوضوء منها " ) معناه عند مالك أن يبدأ بها عند الغسل الذي هو محض العبادة في غسل الجسد من أذى وهو المستحب .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو حنيفة : لا يوضأ الميت . وقد سلف الخلاف فيه في الباب قبله .

                                                                                                                                                                                                                              وقولها : (ومشطنا رأسها ثلاثة قرون ) أي : ثلاثة ضفائر ضفيرتين وناصيتها كما جاء مبينا في رواية أخرى . وبه قال الشافعي وأحمد إسحاق وابن حبيب ، وقال الأوزاعي والكوفيون : لا يستحب المشط ولا الضفر بل يرسل الشعر على جانبيها مفرقا . ولم يعرف ابن القاسم الضفر بل قال : يلف . وقيل تجعل الثلاث خلفها وهو [ ص: 457 ] السنة كما سيأتي ، وادعى من منع بأنه لم يطلع الشارع عليه وهو غلط منه ففي صحيح ابن حبان : "واجعلن لها ثلاثة قرون " .

                                                                                                                                                                                                                              ووقع في كلام ابن بطال : إنه لا يحفظ ذكر السبع في حديث أم عطية إلا من رواية حفصة بنت سيرين عنها ولم يرو ذلك محمد بن سيرين ، عن أم عطية إلا أنه روى هذه الألفاظ عن أخته ، عن أم عطية ، وروى سائره عن أم عطية ، ولا يضره ذلك ، وإنما ذكره بناء على مذهبه يكرر إلى السبع وإن لم يحصل الإنقاء زيد .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية