الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : منيبين إليه الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : منيبين إليه قال : تائبين إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 602 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : من الذين فرقوا دينهم قال : هم اليهود والنصارى . وفي قوله : أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون يقول : أم أنزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : فآت ذا القربى حقه والمسكين قال : الضيف، ذلك خير للذين يريدون وجه الله، وأولئك هم المضعفون . قال : هذا الذي يقبله الله، ويضاعفه لهم عشر أمثالها، وأكثر من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : وما آتيتم من ربا الآية . قال : الربا رباءان؛ ربا لا بأس به، وربا لا يصلح، فأما الربا الذي لا بأس به، فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها، وأضعافها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس : وما آتيتم من ربا الآية . قال : هو ما يعطي الناس بينهم بعضهم بعضا، يعطي الرجل الرجل العطية يريد أن يعطى أكثر منها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 603 ] وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس قال : هي الهدايا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس قال : يعطي ماله يبتغي أفضل منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير : وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله قال : ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا فليس فيها أجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : وما آتيتم من ربا الآية . قال : هو الربا الحلال؛ أن تهدي تريد أكثر منه، وليس له أجر ولا وزر، ونهي عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فقال : ولا تمنن تستكثر [المدثر : 6] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "سننه" عن ابن عباس ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 604 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي : وما آتيتم من ربا الآية . قال : الرجل يعطي الشيء ليكافئه به، ويزداد عليه، فلا يربو عند الله، والآخر الذي يعطي الشيء لوجه الله، ولا يريد من صاحبه جزاء ولا مكافأة، فذلك الذي يضعف عند الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وما آتيتم من زكاة قال : هي الصدقة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية