الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ظهر الفساد الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ظهر الفساد في البر والبحر قال : البر البرية، التي ليس عندها نهر، والبحر ما كان من المدائن والقرى على شط نهر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس الآية . قال : نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن عكرمة : ظهر الفساد في البر والبحر قال : قحوط المطر . قيل له : قحوط المطر لن يضر البحر . قال : إنه إذا قل المطر قل [ ص: 605 ] الغوص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن عطية في الآية، أنه قيل له : هذا البر، والبحر أي فساد فيه؟ قال : إذا قل المطر قل الغوص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن رفيع في قوله : ظهر الفساد في البر والبحر قال : انقطاع المطر . قيل : فالبحر؟ قال : إذا لم تمطر عميت دواب البحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي عن عكرمة في قوله : ظهر الفساد في البر والبحر قال : البر الفيافي التي ليس فيها شيء، والبحر القرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة ، أنه سئل عن قوله : ظهر الفساد في البر والبحر قال : البر قد عرفناه، فما بال البحر؟ قال : إن العرب تسمي الأمصار البحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد : ظهر الفساد في البر والبحر قال : فساد البر قتل ابن آدم أخاه، والبحر أخذ الملك السفن غصبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : ظهر الفساد في البر والبحر . [ ص: 606 ] قال : هذا قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، امتلأت الأرض ظلما وضلالا، فلما بعث الله نبيه محمدا رجع راجعون من الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ظهر الفساد في البر والبحر قال : البر كل قرية نائية عن البحر مثل مكة والمدينة، والبحر كل قرية على البحر مثل الكوفة والبصرة والشام . وفي قوله : بما كسبت أيدي الناس قال : بما عملوا من المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في الآية قال : البحر الجزائر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : لعلهم يرجعون قال : لعلهم يتوبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : لعلهم يرجعون قال : عن الذنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن الحسن : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس قال : أفسدهم الله بذنوبهم في بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة، لعلهم يرجعون قال : يرجع من بعدهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 607 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية