الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون

                                                                                                                                                                                                                                        ( ويوم يناديهم ) عطف على يوم القيامة أو منصوب باذكر . ( فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) أي الذين كنتم تزعمونهم شركائي ، فحذف المفعولان لدلالة الكلام عليهما .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال الذين حق عليهم القول ) بثبوت مقتضاه وحصول مؤداه وهو قوله تعالى : ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) وغيره من آيات الوعيد . ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) أي هؤلاء الذين أغويناهم فحذف الراجع إلى الموصول . ( أغويناهم كما غوينا ) أي أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا ، وهو استئناف للدلالة على أنهم غووا باختيارهم وأنهم لم يفعلوا بهم إلا وسوسة وتسويلا ، ويجوز أن يكون ( الذين ) صفة [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                                                                                        و ( أغويناهم ) الخبر لأجل ما اتصل به فإفادة زيادة على الصفة وهو وإن كان فضلة لكنه صار من اللوازم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( تبرأنا إليك ) منهم ومما اختاروه من الكفر هوى منهم ، وهو تقرير للجملة المتقدمة ولذلك خلت عن العاطف وكذا . ( ما كانوا إيانا يعبدون ) أي ما كانوا يعبدوننا ، وإنما كانوا يعبدون أهواءهم . وقيل ما مصدرية متصلة بـ ( تبرأنا ) أي تبرأنا من عبادتهم إيانا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية