الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأما من تاب ) من الشرك . ( وآمن وعمل صالحا ) . وجمع بين الإيمان والعمل الصالح . ( فعسى أن يكون من المفلحين ) عند الله وعسى تحقيق على عادة الكرام ، أو ترج من التائب بمعنى فليتوقع أن يفلح .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) لا موجب عليه ولا مانع له . ( ما كان لهم الخيرة ) أي التخير كالطيرة بمعنى التطير ، وظاهرة نفي الاختيار عنهم رأسا والأمر كذلك عند التحقيق ، فإن اختيار العباد مخلوق باختيار الله منوط بدواع لا اختيار لهم فيها ، وقيل المراد إنه ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ولذلك خلا عن العاطف ، ويؤيده ما روي أنه نزل في قولهم ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) . وقيل ( ما ) موصولة مفعول لـ ( يختار ) والراجع إليه محذوف والمعنى : ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة أي الخير والصلاح . ( سبحان الله ) تنزيه له أن ينازعه أحد أو يزاحم اختياره اختيار . ( وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم أو مشاركة ما يشركونه به .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية