الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                                                      وإن كادوا الكلام فيه كما في الأول، أي: كاد أهل مكة ليستفزونك أي: ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم، من الأرض أي: الأرض التي أنت فيها، وهي أرض مكة . ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون بالرفع عطفا على خبر كاد، وقرئ: (لا يلبثوا) بالنصب بإعمال إذن على أن الجملة معطوفة على جملة "وإن كادوا ليستفزونك". خلافك أي: بعدك. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      خلت الديار خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا



                                                                                                                                                                                                                                      أي: ولو خرجت لا يبقون بعد خروجك. وقرئ: (خلفك). إلا قليلا إلا زمانا قليلا، وقد كان كذلك فإنهم أهلكوا ببدر بعد هجرته صلى الله عليه وسلم. وقيل: نزلت الآية في اليهود حيث حسدوا مقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فقالوا: الشام مقام الأنبياء عليهم السلام فإن كنت نبيا فالحق بها حتى نؤمن بك، فوقع ذلك في قلبه صلى الله عليه وسلم فخرج مرحلة، فنزلت، فرجع. ثم قتل منهم بنو قريظة ، وأجلي بنو النضير بقليل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية