الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا تبين أنه كان يعلم غيابه؛ وتركه؛ إذ أوى موسى إلى صخرة؛ رقد عندها من التعب؛ كما أرهق التعب الفتى أيضا؛ فترك الحوت؛ واتخذ سبيله في البحر عجبا أي أنه تركه؛ فالنسيان هنا بمعنى الترك؛ والذهول؛ وما كان يحسب أنه سيتخذ طريقه إلى البحر بطريق "عجبا "؛ فـ "عجبا "؛ مفعول مطلق وصف لمصدر؛ "فاتخذ طريقه إلى البحر اتخاذا عجبا "؛ وما كان يحسب أنه سيفعل ذلك؛ إذ كان في مكتل؛ فخرج منه وأخذ طريقه إلى البحر. [ ص: 4557 ] وقد اعتذر الفتى اعتذارا كاملا؛ فقال: نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره فاعترف بأنه يتحمل خطأ ذهاب الحوت; لأنه ترك الاحتياط؛ وكان يجب أن يكون يقظا.

                                                          ويظهر أن موسى - عليه السلام - كان قد علم من ربه أن العبد الصالح سيلقاه عند الصخرة؛ ولكنه تركها وهو مار؛ ورقد عندها؛ ولم يتنبه بسبب الرقود عندها أنها الملتقى؛ ولكن الله (تعالى) رده إليها؛ بعد أن تنبه إلى أن الحوت ترك عند الصخرة؛ فكان لا بد من العودة; ولذلك قال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية