الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن عطاء قال : سألت ابن عباس عن قوله : وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة . قال : هذه من كنوز علمي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أما الظاهرة فما سوى من خلقك، وأما الباطنة فما ستر من عورتك، ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والديلمي ، وابن النجار ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : «أما الظاهرة فالإسلام، وما سوى من خلقك، وما أسبغ عليك من رزقه، وأما الباطنة فما ستر من مساوئ عملك، يا ابن عباس، إن الله تعالى يقول : ثلاث جعلتهن للمؤمن؛ صلاة المؤمنين عليه من بعده، وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه، وسترت عليه من مساوئ عمله فلم أفضحه بشيء منها، ولو أبديتها لنبذه أهله فمن سواهم» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 655 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) . قال : النعمة الظاهرة الإسلام، والنعمة الباطنة كل ما ستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، أنه قرأ : (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) . قال : هي لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرءوها (وأسبغ عليكم نعمة) قال : ولو كانت نعمه، لكانت نعمة دون نعمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن مجاهد في قوله : (وأسبغ عليكم نعمة) . قال : لا إله إلا الله، ظاهرة . قال : على اللسان، وباطنة . قال : في القلب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، والبيهقي ، عن مقاتل في قوله : (نعمة ظاهرة) . قال : [ ص: 656 ] الإسلام، وباطنة قال : ستره عليكم المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخرائطي في "مكارم الأخلاق" عن الضحاك في قوله : وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : أما الظاهرة فالإسلام والقرآن، وأما الباطنة فما ستر من العيوب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية