الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم [55]

                                                                                                                                                                                                                                        فكان في هذه الآية دلالة عن نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله أنجز ذلك الوعد، وكان فيها دلالة على خلافة أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم لأنه لم يستخلف أحدا ممن خوطب بهذه الآية غيرهم؛ لأن هذه الآية نزلت قبل فتح مكة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون هذا للآية وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا وعاصم يقرأ (وليبدلنهم) مخففا، وحكى محمد بن الجهم عن الفراء قال: قرأ عاصم والأعمش (وليبدلنهم) مشددة وهذا غلط على عاصم ، وقد ذكرنا بعده غلطا أشد منه وهو أنه حكى عن سائر الناس التخفيف. قال أبو جعفر : زعم أحمد بن يحيى أن بين التخفيف والتثقيل فرقا وأنه يقال: بدلته أي غيرته وأبدلته أنزلته وجعلت غيره. قال أبو جعفر : وهذا القول صحيح كما تقول: أبدل لي هذا الدرهم أي أزله وأعطني غيره، وتقول: قد بدلت بعدنا أي [ ص: 146 ] غيرت غير أنه قد يستعمل أحدهما في موضع الآخر، والذي ذكر أكثر يعبدونني في موضع نصب على الحال، ويجوز أن يكون مستأنفا في موضع رفع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية