الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين

                                                                                                                                                                                                                                        ( وأصبح الذين تمنوا مكانه ) منزلته . ( بالأمس ) منذ زمان قريب . ( يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) يبسط ويقدر بمقتضى مشيئته لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يوجب القبض ، و ( ويكأن ) عند البصريين مركب من «وي » للتعجب و «كأن » للتشبيه والمعنى : ما أشبه الأمر أن الله يبسط الرزق . وقيل من «ويك » بمعنى ويلك و «أن » تقديره ويك اعلم أن الله . ( لولا أن من الله علينا ) فلم يعطنا ما تمنينا . ( لخسف بنا ) لتوليده فينا ما ولده فيه فخسف بنا لأجله . وقرأ حفص بفتح الخاء والسين . ( ويكأنه لا يفلح الكافرون ) لنعمة الله أو المكذبون برسله وبما وعدوا لهم ثواب الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( تلك الدار الآخرة ) إشارة تعظيم كأنه قال : تلك التي سمعت خبرها وبلغك وصفها ، و ( الدار ) صفة والخبر : ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ) غلبة وقهرا . ( ولا فسادا ) ظلما على الناس كما أراد فرعون وقارون . ( والعاقبة ) المحمودة . ( للمتقين ) ما لا يرضاه الله .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 187 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية