الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1140 [ ص: 240 ] ( 13 ) باب ما جاء في الرجل يملك امرأته وقد كانت تحته ففارقها

                                                                                                                        1091 - مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبد الرحمن ، عن زيد بن ثابت ، أنه كان يقول في الرجل يطلق الأمة ثلاثا ، ثم يشتريها ; إنها لا تحل له ، حتى تنكح زوجا غيره .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        24254 - قال أبو عمر : اختلف العلماء في اسم أبي عبد الرحمن ، شيخ ابن شهاب في هذا الخبر :

                                                                                                                        24255 - فقيل سليمان بن يسار ، وهو عندي بعيد ; لأن سليمان بن يسار ليس عند ابن شهاب ممن يستر اسمه ويكنى عنه ; لجلالته عنده ، ويدلك على ذلك أنه قد صرح باسمه في أحاديث كثيرة ، حدث بها عنه .

                                                                                                                        24256 - وممن قال إنه سليمان بن يسار : وكيع بن الجراح .

                                                                                                                        24257 - وروي هذا الحديث عن مالك عن ابن شهاب ، عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن ثابت .

                                                                                                                        24258 - ثم قال وكيع : أبو عبد الرحمن هو سليمان بن يسار . وقيل : هو أبو الزناد .

                                                                                                                        [ ص: 241 ] 24259 - وهذا أبعد أيضا ; لأن أبا الزناد لم يرو عن زيد بن ثابت ، ولا رآه .

                                                                                                                        24260 - وإنما يروي الفرائض ، وغيرها عن خارجة ابنه .

                                                                                                                        24261 - وما يروي ابن شهاب عن كبار الموالي إلا قليلا عن الجلة منهم ، فكيف يروي عن أبي الزناد ، وهو من صغارهم عنده ؟ 24262 - وقيل : هو طاوس ، وهذا عندي قريب ، وأولى بالحق .

                                                                                                                        24263 - وإنما كتم اسمه مع فضله ، وجلالته ; لأن طاوسا كان يطعن على بني أمية ، وربما دعا عليهم في بعض مجالسه ، فكان يذهب فيهم مذهب ابن عباس شيخه .

                                                                                                                        24264 - وكان ابن شهاب يدخل عليهم ويقبل جوائزهم .

                                                                                                                        24265 - وقد سئل ابن شهاب في مجلس هشام : أتروي عن طاوس ؟ فقال لسائله : أما إنك لو رأيت طاوسا لعلمت أنه لا يكذب ، ولا يجد ، ولم يجبه بأنه يروي عنه ، أو لا يروي عنه ، فهذا كله دليل على أن أبا عبد الرحمن المذكور في هذا الحديث طاوس ، والله تعالى أعلم .




                                                                                                                        الخدمات العلمية