الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ملك الألمان الذي أقبل في مائتي ألف مقاتل ويقال : في ثلاثمائة ألف مقاتل من أقصى بلاده فاجتاز بالقسطنطينية وما بعدها من البلدان يريد انتزاع بلاد الشام بكمالها من أيدي المسلمين انتصارا في زعمه لبيت المقدس الذي استنقذه الملك صلاح الدين من أيدي المشركين فلم يزل اللعين يتناقص جيشه ويتفانوا في كل موضع وموضع وقدر الله هلاكه بالغرق كما أهلك فرعون لعنهما الله تعالى وذلك أنه نزل يسبح في بعض الأنهار فاحتمله الماء قسرا فألجأه إلى جذع شجرة هناك فشدخت رأسه ومات من ساعته - لعنه الله - فملك الألمان عليهم ابنه الأصغر وأقبل بمن بقي منهم وأمره قد تقهقر ، والمقصود أنهم وصلوا إلى إخوانهم بعكا في خمسة آلاف مقاتل وقيل : في ألف مقاتل وكان المسلمون قد حملوا من قدومهم هما عظيما وخافوا خوفا شديدا فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ثم توفي ابنه في أواخر هذه السنة ولله الحمد والمنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن محمد بن عبد الله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو حامد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قاضي القضاة
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بالموصل محيي [ ص: 626 ] الدين ابن قاضي القضاة كمال الدين الشهرزوري الشافعي أثنى عليه العماد الكاتب وأنشد له من شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قامت بإثبات الصفات أدلة قصمت ظهور أئمة التعطيل     وطلائع التنزيه لما أقبلت
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هزمت ذوي التشبيه والتمثيل     فالحق ما صرنا إليه جميعنا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بأدلة الأخبار والتنزيل     من لم يكن بالشرع مقتديا فقد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ألقاه فرط الجهل في التضليل



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية