الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا الفاء في "فانطلقا "؛ للترتيب والتعقيب؛ أي أنهما؛ عقب أخذ هذه المواثيق؛ انطلقا فور ذلك الاتفاق؛ والتعبير بـ "انطلقا "؛ يومئ إلى أن كليهما فرح بهذه الصحبة؛ وسارا ما شاء الله أن يسيرا؛ إلى أن وجدا سفينة؛ وكان السير على سيف البحر؛ حتى إذا ركبا في السفينة خرقها أي أنه خرقها وقت أن ركبها؛ وفي الصحيحين أنهما لم يدفعا أجرا؛ وخلع لوحا منها؛ لم يدرك موسى - عليه السلام - الذي أوتي علم المباح؛ والممنوع؛ ولم يعط من علم الغيب شيئا لم يدرك؛ فقال: أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا اللام في لتغرق أهلها لام العاقبة؛ [ ص: 4562 ] أي: لتكون النتيجة أن يغرق أهلها؛ و "الأمر الإمر "؛ هو الأمر الخطير؛ العظيم في ذاته؛ من قولهم: "أمر الأمر "؛ إذا عظم؛ كما قال أبو سفيان - متهكما -: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة؛ عندما رأى هرقل يهتم بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسأل عنه.

                                                          لم يسأل موسى - عليه السلام - عن السر؛ ولكنه أبدى استغرابه؛ ولم يستطع الصبر؛ ولذا قال العبد الصالح:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية