الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال لقد علمت ما أنـزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا

                                                                                                                                                                                                                                      102 - قال أي : موسى لقد علمت يا فرعون ما أنـزل هؤلاء الآيات إلا رب السماوات والأرض خالقهما بصائر حال أي : بينات مكشوفات ؛ لأنك معاند ونحوه وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "علمت" بالضم :علي ، أي : أني لست بمسحور كما وصفتني بل أنا عالم بصحة الأمر وأن هذه الآيات منزلها رب السموات والأرض ثم قارع ظنه بظنه بقوله وإني لأظنك يا فرعون مثبورا كأنه قال إن ظننتني مسحورا فأنا أظنك مثبورا وظني أصح من ظنك ؛ لأن له أمارة ظاهرة وهي إنكارك ما عرفت صحته ومكابرتك لآيات الله بعد وضوحها [ ص: 281 ] وأما ظنك فكذب بحت ؛ لأن قولك مع علمك بصحة أمري أني لا أظنك مسحورا قول كذب وقال الفراء "مثبورا" مصروفا عن الخير من قولهم ما ثبرك عن هذا أي : ما منعك وصرفك

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية