الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملوك الأرض

                                                                  23 - حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، عن أبيه إسماعيل بن عياش ، حدثني محمد بن إسحاق ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال : " إن الله بعثني رحمة للناس كافة ، فأدوا عني رحمكم الله ، ولا تختلفوا كما اختلفت [ ص: 233 ] الحواريون على عيسى - عليه السلام - ، فإنه دعاهم إلى مثل ما دعوتكم إليه ، فأما من قرب مكانه فإنه أجاب وسلم ، وأما من بعد مكانه فكرهه ، فشكى عيسى ابن مريم ذلك إلى الله - عز وجل - ، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين وجه ، فقال لهم عيسى : " هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا " فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نحن يا رسول الله نؤدي عنك ، ابعث بنا حيث شئت ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة ، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب هجر ، وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ ابني جنلدي ملكي عمان ، وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ، فرجعوا جميعا قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - غير عمرو بن العاص ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو بالبحرين " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية