الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن ؛ أي: وقت انقضاء عدتهن؛ فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ؛ أي: اتركوهن حتى ينقضي تمام أجلهن؛ ويكن أملك بأنفسهن. وقوله - عز وجل -: ولا تمسكوهن ضرارا ؛ [ ص: 310 ] أي: لا تمسكوهن وأنتم لا حاجة بكم إليهن؛ وقيل: إنه كان الرجل يطلق المرأة؛ ويتركها حتى يقرب انقضاء أجلها؛ ثم يراجعها إضرارا بها؛ فنهاهم الله عن هذا الإضرار بهن. وقوله - عز وجل -: ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ؛ أي: عرضها لعذاب الله - عز وجل -؛ لأن إتيان ما نهى الله عنه تعرض لعذابه؛ وأصل " الظلم " : وضع الشيء في غير موضعه؛ وقد شرحنا ذلك. وقوله - عز وجل -: ولا تتخذوا آيات الله هزوا ؛ أي: ما قد بينه لكم من دلالاته؛ وعلاماته في أمر الطلاق وغيره؛ وقيل في هذا قولان: قال بعضهم: كان الرجل يطلق؛ ويعتق؛ ويقول: " كنت لاعبا " ؛ فأعلم الله - عز وجل - أن فرائضه لا لعب فيها؛ وقال قوم: معنى " ولا تتخذوا آيات الله هزوا " : أي: لا تتركوا العمل بما حدد الله لكم؛ فتكونوا مقصرين لاعبين؛ كما تقول للرجل الذي لا يقوم بما يكلفه؛ ويتوانى فيه: " إنما أنت لاعب. "

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية