الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في آداب متفرقة

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي ، عن أبي مسعود الأنصاري- رضي الله عنه- قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال الناس : انكسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ، وإلى الصلاة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال :

                                                                                                                                                                                                                              انكسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبعث مناديا ينادي الصلاة جامعة وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، والبيهقي ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قال : «خسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبعث مناديا ينادي : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس . فصلى بهم أربع ركعات ، في ركعتين ، بأربع سجدات» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنهما- قالت : فزع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم كسفت الشمس ، فأخذ درعا ، حتى أدرك بردائه . الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : «خسفت الشمس فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فزعا يخشى أن تكون الساعة ، فأتى المسجد . الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبيهقي ، والنسائي وأبو داود ، عن النعمان بن بشير- رضي الله تعالى عنه- قال : «انكسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخرج يجر ثوبه فزعا ، حتى أتى المسجد ، فلم يزل يصلي حتى انجلت الشمس ، فلما انجلت قال : «إن ناسا من أهل [ ص: 329 ] الجاهلية يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء» وفي رواية :

                                                                                                                                                                                                                              «لموت عظيم من عظماء أهل الأرض وليس كذلك ، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله» ، وفي لفظ : خلقان من خلق الله- عز وجل- فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه ، خشع له ، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة» .

                                                                                                                                                                                                                              والله تعالى أعلم . [ ص: 330 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية