الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 487 ] ذكر خبر يعارض في الظاهر خبر أبي وائل الذي ذكرناه

                                                                                                                          2119 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة ، قالت : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : خالف نعيم بن أبي هند عاصم بن أبي النجود في متن هذا الخبر ، فجعل عاصم أبا بكر مأموما ، وجعل نعيم بن أبي هند أبا بكر إماما ، وهما ثقتان حافظان متقنان ، فكيف يجوز أن يجعل خبر أحدهما ناسخا لأمر [ ص: 488 ] متقدم ، وقد عارضه في الظاهر مثله ؟

                                                                                                                          ونحن نقول بمشيئة الله وتوفيقه : إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شيء منها يعارض الآخر ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته صلاتين في المسجد جماعة ؛ لا صلاة واحدة ، في إحداهما كان مأموما وفي الأخرى كان إماما ؛ والدليل على أنهما كانا صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين - يريد أحدهما العباس والآخر عليا - وفي خبر مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة ، فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية