الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

                                                                                                                                                                                                                                        ( فآمن له لوط ) هو ابن أخيه وأول من آمن به ، وقيل إنه آمن به حين رأى النار لم تحرقه . ( وقال إني مهاجر ) من قومي . ( إلى ربي ) إلى حيث أمرني . ( إنه هو العزيز ) الذي يمنعني من أعدائي . ( الحكيم ) [ ص: 193 ]

                                                                                                                                                                                                                                        الذي لا يأمرني إلا بما فيه صلاحي .

                                                                                                                                                                                                                                        روي أنه هاجر من كوثى من سواد الكوفة مع لوط وامرأته سارة ابنة عمه إلى حران ، ثم منها إلى الشام فنزل فلسطين ونزل لوط سدوم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ) ولدا ونافلة حين أيس من الولادة من عجوز عاقر ولذلك لم يذكر إسماعيل . ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكثر منهم الأنبياء . ( والكتاب ) يريد به الجنس ليتناول الكتب الأربعة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وآتيناه أجره ) على هجرته إلينا . ( في الدنيا ) بإعطاء الولد في غير أوانه ، والذرية الطيبة واستمرار النبوة فيهم وانتماء أهل الملل إليه والثناء والصلاة عليه إلى آخر الدهر . ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) لفي عداد الكاملين في الصلاح .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية