الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم استثنى - عز وجل - الشعراء الذين مدحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وردوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين؛ فقال: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ؛ أي: لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله - عز وجل -؛ ولم يجعلوه همتهم؛ إنما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم؛ وألسنتهم؛ فهجوا من يستحق الهجاء؛ وأحق الخلق بالهجاء من كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه؛ فقال: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ؛ وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ؛ عبد الله بن رواحة الأنصاري؛ وكعب بن مالك؛ وحسان بن ثابت الأنصاري. وقوله: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ؛ يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم؛ يخلدون فيها؛ و " أي " ؛ منصوبة بقوله: " ينقلبون " ؛ لا بقوله: " وسيعلم " ؛ لأن " أي " ؛ وسائر الاستفهام؛ لا يعمل فيها ما قبلها. [ ص: 106 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية