الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 208 ] القول في تأويل قوله ( وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ( 168 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وفرقنا بني إسرائيل في الأرض "أمما يعني : جماعات شتى متفرقين ، كما : -

15311 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وقطعناهم في الأرض أمما " ، قال : في كل أرض يدخلها قوم من اليهود .

15312 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " وقطعناهم في الأرض أمما " ، قال : يهود .

وقوله : " منهم الصالحون " ، يقول : من هؤلاء القوم الذين وصفهم الله من بني إسرائيل "الصالحون" ، يعني : من يؤمن بالله ورسله " ومنهم دون ذلك " ، يعني : دون الصالح . وإنما وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم كانوا كذلك قبل ارتدادهم عن دينهم ، وقبل كفرهم بربهم ، وذلك قبل أن يبعث فيهم عيسى ابن مريم صلوات الله عليه .

وقوله : " وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " ، يقول : واختبرناهم بالرخاء في العيش ، والخفض في الدنيا والدعة ، والسعة في الرزق ، وهي [ ص: 209 ] "الحسنات" التي ذكرها جل ثناؤه ويعني ب"السيئات" ، الشدة في العيش ، والشظف فيه ، والمصائب والرزايا في الأموال " لعلهم يرجعون " ، يقول : ليرجعوا إلى طاعة ربهم وينيبوا إليها ، ويتوبوا من معاصيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية