الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها ) لا تطيق حمله لضعفها أو لا تدخره ، وإنما تصبح ولا معيشة عندها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( الله يرزقها وإياكم ) ثم إنها مع ضعفها وتوكلها وإياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء في أنه لا يرزقها وإياكم إلا الله ، لأن رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا على معاشكم بالهجرة ، فإنهم لما أمروا بالهجرة قال بعضهم كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت . ( وهو السميع ) لقولكم هذا . ( العليم ) بضميركم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ) المسؤول عنهم أهل مكة . ( ليقولن الله ) لما تقرر في العقول من وجوب انتهاء الممكنات إلى واحد واجب الوجود . ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 199 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية